2Top Ad unit 728 × 90

لقي ربـــه ســـــــاجـــدا



كانت نفسه غــالية بغنى تواضعه ، فمن تواضع لله رفعه ، عالية بمكنوناتها التي قليلا ما نجدها في زماننا ، فهي نفس تواقة لكل ما من شأنه أن يصعد بها إلى معالي الأمور
وليس إلى مطامع الأمور . تراه بســــــــيطا لأنه قد توج بتواضعه فملك قلوب من يعرفون قيمة التواضع في حياة الناس ، وتراه حكيما فلا ينطق إلا بحساب ، وتراه قارئا
مطلعا على كنوز ما تركه أئمة الفقه والعلم والقانون !
وهو يؤثر الصمت عندما يشتط المتحدثون فيبتعدون عن الإنصاف رغبة لطلب الجور والمزايدة ، والكيد فيمن لا يحبون وانتقاما لحقد أو ضغينة .
وعندما يتكلم تراه مقنعا يفهمه العاقل اللبيب فيثني على فكره وأسلوبه الثناء الحسن ويطلب المزيد في احترام لفكره ومحبة لشخصه .
وهو قد رفض إغراءات الدنيا ، فبحكم عمله عرض عليه المال الكثير الوفير فكان صارما يأبى أن يكون عبدا للمطامع والمغريات ، فعاش كما يعيش البسطاء ، لكنه كان
يدرك أن ما عند الله هو الباقي ، وأن الدنيا بما فيها زائلة ، وأنه سيسأل أمام الله عن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟
هكدا عاش فأتته السعادة بجميع ألوانها فأحبه الناس واحترمه العقلاء العاشقون للمثل التى نادى بها الإسلام .
ومن أيام ثلاثة خلت عاد إلى شقته بعد ان صلى الظهر في المســـجد ، وكعادته فتح باب شقته وحيا ابنته وقال : تخيلي المفتاح فتح الباب بسهولة عن كل مرة !
وهي عبارة يتوقف عندها من كان له حظ قراءة ما تخفيه الكلمات من أسرار وإشارات ! وكأن المفتاح هنا له أكثر من تفسير أتركه لاجتهاد القارئ الحصيف .
ثم بسط الســجادة ليصلي سنة الظهر كعادته في بيته ، ثم سجد لله شاكرا وأطال السجود .. انتظرته ابنته وانتظرت ولما أصابها القلق اقتربت منه ونادته فلم يرد فصرخت
وصرخت فهرع إليها كل سكان العمارة ، وفي وسط الصياح والبكاء والتفاف الجيران حوله وصلت زوجته التي كانت قد استأدنت من عملها لأنه كان قد طلب منها
أن تعود مبكرا عن الميعاد لأنه في إجازة من عمله ، وكأنه كان يستشرف الغيب ويريد أن يلقى ربه في وجودها !!
مات شريك حياتها وهو ســـاجد !!
فقد توج الله حياته بحسن الخاتمة وهو الأمل المحبب .لدى كل مؤمن .. اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وتوج بها حياتنا وألحقنا بالصالحين .
وصبر يا رب زوجته العاقلة المؤمنة الهادئة وأبناءه وأهله وأقاربه .
*** ملحوظة :
نرجو من كل قارئ أن يدعو للفقيد بالرحمة وهو المرحوم :محسن السيد مسعد النجار المتوفى في الخامس عشر من أبريل الحالي بالرياض ولزوجته ابنة أخي المرحوم محمد الســيد البسيوني المتوفى وهو يصلي العصر وفي نفس الشهر في الرابع عشر من أبريل سنة 2010 بل وفي يوم الثلاثاء الدي جمع الراحلين !! سبحان الله ! وللموت أسرار !!


محمود البســـــــــيوني*** 18 من أبريل 2014
لقي ربـــه ســـــــاجـــدا Reviewed by Unknown on 9:19:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات :

Boxed Style

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.